أشعل نادي برشلونة سوق الانتقالات الصيف الحالي بالعديد من التعاقدات النارية، التي لم يتوقعها أكثر المتفائلين من جماهير النادي الكتالوني للعودة سريعًا إلى المنافسة على الألقاب المحلية في إسبانيا أو الأوروبية في دوري أبطال أوروبا.
وابتعد نادي برشلونة عن المنافسة على الألقاب المحلية والأوروبية على مدار الموسمين الماضيين، مكتفيًا بتحقيق لقب كأس ملك إسبانيا مع تراجع مستوى الفريق كليًا، حتى أن وصل الأمر لتوديعه بطولة دوري أبطال أوروبا من دور المجموعات لحساب ناديي بايرن ميونخ الألماني وبنفيكا البرتغالي الموسم الماضي، ليُجمع كل مشجعي النادي الكتالوني أن الفريق في حاجة إلى ثورة بكل ما تحمله الكلمة من معنى على مستوى اللاعبين تحديدًا.
وبالفعل قام خوان لابورتا بثورة كبيرة في فترة الانتقالات الصيفية الحالية تحت إشراف ومباركة المدير الفني الإسباني الشاب تشافي هيرنانديز، بعدما تعاقد مع 6 لاعبين جدد من العيار الثقيل وهم، جوليه كوندي، آندريس كريستنس، فرانك كيسيه، رافينيا وروبرت ليفاندوفيسكي إضافة إلى بابلو توري بجانب نجاح النادي في تجديد عقد الجناح الفرنسي الشاب عثمان ديمبلي والحفاظ عليه مع البلوجرانا الموسم المقبل.
ولكن من أين توافرت هذه الأموال لإبرام الصفقات؟
حصل برشلونة على ما يسمى بالرفعات الاقتصادية من خلال الحصول على قرض مالي ضخم من أحد البنوك بضمان منشآت النادي وفريق الكرة أيضًا، ثم حصل على موافقة من هذا البنك على بيع حقوق النادي في هذه المنشآت والبث التلفزيوني والعديد من الأشياء للرعاة لسنوات طويلة قادمة، وصلت إلى 25 عامًا وذلك لانتشال النادي من الحالة الاقتصادية التي يعاني منها.
وفي حال نجحت فكرة الرافعات فإن برشلونة سيكون قادرًا على الحصول على الأموال من خلال عقود الرعاية والفوز بالبطولات وبيع اللاعبين مستقبلًا، وذلك لتعويض ما حصل عليه الفريق من دين على النادي ورافعات اقتصادية من بيع حقوق النادي، ولكن في حال لم ينجح الفريق كما هو متوقع له فستكون طامة كبرى لسنوات قادمة قد تصل به إلى الإفلاس أو البيع.
الأزمة هنا ليست في المستقبل فقط بل موجودة في الوقت الحالي، إذ أنه على الرغم من النجاح في التعاقد مع صفقات مدوية بهذا الشكل إلا أن النادي الكتالوني لا يستطيع تسجيلهم في قائمة الفريق حتى الآن بسبب سلم الرواتب والذي تخطى الحاجز المسموح به.
وسيتعين على نادي برشلونة التخلي عن عديد اللاعبين الزائدين عن الحاجة والذين يحصلون على رواتب ضخمة لتفريغ مساحة للصفقات الجديدة من أجل تسجيلها، وهو ما لا يستطيع النادي الكتالوني القيام به حتى الآن بسبب عدم رغبة أي نادي في التعاقد مع لاعبين مثل صامويل أومتيتي وبرايثوايت وممفيس ديباي على سبيل المثال.
ويضع نادي برشلونة أملًا كبيرًا لحل أزمة تسجيل الصفقات الجديدة على بيع فرينكي دي يونج والذي يتقاضى راتبًا يصل إلى حوالي 20 مليون يورو سنويًا “بدون ضرائب” وبيعه سيكون حل لهذه الأزمة بالكامل، لكن لاعب الوسط الهولندي يرفض الانتقال إلى مانشستر يونايتد –المهتم الوحيد بضمه- بسبب رغبته في المشاركة بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
ويضغط نادي برشلونة بكافة الطرق على فرينكي دي يونج للموافقة على عرض مانشستر يونايتد قبل انطلاق الموسم الجديد في إسبانيا لحل أزمة تسجيل اللاعبين في قائمة الليجا والمشاركة بشكل طبيعي مع الفريق، فهل تنتهي القصة بنجاح ويستمر السيناريو “الوردي” لجماهير برشلونة في الانتقالات حتى نهايته؟