اقترب نادي الزمالك من حسم لقب الدوري المصري للموسم التاني على التوالي بعد تفوقه على منافسيه ناديي الأهلي وبيراميدز على مدار الموسم، رغم ابتعاد الفارس الأبيض عن المنافسة في بداية الموسم لكن العودة كانت تاريخية بعد التعاقد مع المدير الفني البرتغالي جوسفالدو فيريرا.
الموسم الحالي كان فرصة ذهبية لنادي بيراميدز من أجل تحقيق لقب الدوري المصري لأول مرة في تاريخه بعد التذبذب الكبير الذي عانى منه الكبيران الأهلي والزمالك منذ انطلاق الموسم والتراجع الكبير لكليهما على فترات في الموسم، لكنه أهدر كل ذلك، فما السبب؟
أبرم نادي بيراميدز العديد من الصفقات القوية قبل انطلاق الموسم الحالي بعدما ضم 3 محترفين متميزين بالتعاقد مع فخري لاكاي وإبراهيم توريه إضافة إلى وليد الكرتي، بجانب اللاعبين المحليين المميزين الذين يضموهم في صفوفهم ولعل أبرزهم رمضان صبحي وعبد الله السعيد بجانب إبراهيم عادل.
ويمتلك نادي بيراميدز بهؤلاء اللاعبين القائمة الأقوى والأكثر شمولية وتنوع من بين أندية الدوري المصري الكبرى، مع تراجع مستوى الأهلي والزمالك والتغييرات في أجهزتهم الفنية والنقص الكبير في قائمة كلًا منهما، يجعله المرشح الأوفر حظًا لتحقيق لقب الدوري من الناحية الفنية.
ولكن ذلك لم يحدث، بل لم يكن بيراميدز في أي لحظة من اللحظات بمثابة المنافس الحقيقي بشكل واضح على مدار الموسم الحالي ولعل ذلك بسبب غياب الطموح الحقيقي والضغط الجماهيري على الكبير على الجماهير لضرورة تحقيق البطولات والمنافسة عليها بقوة.
عدم وجود ضغط جماهيري كبير ومتطلبات ضخمة على اللاعبين يجعلهم يغيبون عن المنافسة وهذا يظهر من التفاوت الكبير الذي يحدث في أداء الفريق أمام الفرق في الجزء المتأخر من جدول الترتيب ومستوى الفريق في مواجهة الأندية الكبرى مثل الأهلي والزمالك.
مواجهة الأهلي والزمالك تخلق حالة من الدفع والضغط الكبير لدى الجماهير لتقديم أفضل ما لديهم وبالفعل يظهر ذلك على أداء بيراميدز في هذه المباريات وتشعر أنه جاهز فعليًا للمنافسة على اللقب.
لكن مع غياب هذا الضغط في المواجهات الصغرى بالدوري والتي تحدد في الأساس المتنافسين على البطولة وتجميع النقاط من تلك المباريات هو ما يجعلك تنافس على اللقب، يظهر بيراميدز بدون رغبة حقيقية في الفوز وحالة من الخمول وانعدام الطموح في مواصلة النتائج الإيجابية.
وتتحمل إدارة نادي بيراميدز بجانب المدير الفني الذنب في عدم القدرة على خلق حالة من الطموح والرغبة في الفوز وتعويض عدم وجود ضغط جماهيري، مما يجعل الفريق في حالة من التراخي والخمول أمام الأندية المتراجعة في ترتيب الدوري المصري.
كل هذا يأخذنا لنقطة مفصلية وهو أن تكوين فريق قوي قادر على تحقيق الألقاب غير متعلق فقط بجودة اللاعبين وعمق القائمة أو حتى المدير الفني بل أنه مرتبط بعقلية الفريق والقدرة على خلق طموح مستمر ورغبة دائمة لتحقيق الفوز في كل المباريات وليس المواعيد الكبرى فقط، وطالما لم تكن هناك جماهير بضغط هائل على اللاعبين ومتطلبات مستمرة فإن تحقيق ذلك سيكون أمرًا صعبًا للغاية