قدم المهاجم النرويجي إيرلينج هالاند أداءً مُقلقًا لجماهير نادي مانشستر سيتي في أول مبارياته الرسمية بنهاية الدرع الخيرية أمام نادي ليفربول، والتي انتهت بفوز الأخير بثلاثية مقابل هدف وحيد، ليبدأ الكثيرون في ترديد أن إيرلينج سيحتاج للوقت من أجل الدخول ضمن منظومة لعب جوارديولا ولن يكون الأمر سهلًا.
وجاء انطلاق حملة دفاع مانشستر سيتي عن لقبه في الدوري الإنجليزي، والأنظار بالكامل تتجه نحو إيرلينج هالاند لمحو الصورة المقلقة التي أظهرها في أول المباريات الرسمية وافتتاح سجله التهديفي مع كتيبة جوارديولا، وبالفعل كان لهم ما أرادو.
إيرلينج هالاند ظهر منسجمًا أكثر بشكل واضح مع لاعبي مانشستر سيتي وتحركاته تسير بنهج متناسق مع لاعبي الخط الهجومي وليس نشاذًا كما ظهر في مباراة الدرع الخيرية أمام ليفربول، وبالفعل كوفئ على ذلك.
منذ الدقيقة الأول، وضح تركيز مانشستر سيتي هجوميًا على خدمة إيرلينج هالاند في الخط الهجومي وبدأ كل لاعبي كتيبة بيب جوارديولا محاولة مساعدته وإيصال الكرة له لاستغلال شراهته التهديفية الكبيرة، وبدأ لاعبو مانشستر سيتي يستوعبون تحركات بشكل قطري في عمق الدفاع لاستلام الكرة في المساحة خلف دفاعات الخصم بجانب قدارته البدنية الكبيرة وتمكنه من الكرات الرأسية.
وظهر نتيجة ذلك سريعًا مع هالاند بعدما حصل على ركلة جزاء بمجهود فردي بعد تمريرة طولية من جندوجان لينفرد بالمرمى ويحصل على ركلة جزاء، ويتركها لاعبو مانشستر سيتي للمهاجم النرويجي لتسديد ركلة الجزاء ليحولها إلى أول أهدافه الرسمية ضمن كتيبة بيب جوارديولا.
وفي الشوط الثاني، كرر مانشستر سيتي سيناريو الهدف الأول بتمريرة من كيفن دي بروين في مساحة دفاعات وست هام لينفرد هالاند مجددًا بمرمى أريولا ويسجلها بطريقة رائعة، لتتأكد أن المهاجم النرويجي قد انصهر وسط منظومة جوارديولا الهجومية، وبدأ زملاءه فهم تحركاته والتعامل معها.
هالاند سدد 5 تسديدات على مدار الـ80 دقيقة التي شارك فيها مع مانشستر سيتي أمام وست هام، من بينهم هدفين بين الـ3 خشبات وسجل بهم الهدفين، مع 3 تسديدات خارج المرمى، وهو أكثر مما قام بتسديدهم في مواجهة ليفربول بالدرع الخيرية.
الأهم ليس فقط تألق إيرلينج هالاند على المستوى الفردي فقط بل انسجامه مع منظومة لعب مانشستر سيتي الهجومية، والتي ستفيد الفريق بالكامل هجوميًا وسيستفيد منه بيب جوارديولا ومن معدله التهديفي المرعب للغاية، وليس استفادة فردية نشاذًا عن باقي الفريق.
بالتأكيد ما أكدت عليه مواجهة مانشستر سيتي أمام وست هام أن كتيبة جوارديولا على أتم الاستعداد للحفاظ على لقب الدوري للموسم الثاني على التوالي، وأن الفريق من ناحية الجاهزية الفنية والجماعية هو الأكثر استعدادًا للحصول على لقب الدوري وأنه وصل لمرحلة من الانسجام المرعب مع إضافة قدرات فردية قوية متمثلة في إيرلينج هالاند والاستفادة من محصلته التهديفية الكبيرة، ليضاف قوة هجومية ضاربة له ستزيد من صعوبة منافسته حتى الموسم الجديد.