ابتعد نادي مانشستر يونايتد عن تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز منذ 9 سنوات، وتحديدًا عام 2012/2013، حينما حقق الشياطين الحمر آخر لقب بريميرليج لهم تحت قيادة السير أليكس فيرجسون في آخر مواسمه قبل اعتزال التدريب نهائيًا.
ودخل نادي مانشستر يونايتد بعد ذلك في دوامة من التغييرات المستمرة للمدربين واللاعبين، بين مديرين فنيين شباب بمثابة المخاطرة، والتي فشلت في النهاية، والمديرين الفنيين أصحاب السيط العالي مثل لويس فان خال وجوزيه مورينيو، لكن أيضًا الفشل كان مصيرهم، ليدخل الشياطين الحمر في نفق مظلم لم ينجحوا في الخروج منه حتى الآن.
واستمر تدهور حال مانشستر يونايتد حتى وصل ذروته الموسم الماضي 2021/2022، حيث فشل الفريق في التأهل إلى دوري أبطال أوروبا واكتفى باحتلال المركز السادس في جدول الدوري الإنجليزي الممتاز، لتتجه الإدارة إلى حل ثوري وطوق نجاة أخير لإنقاذ الشياطين الحمر وإعادتهم إلى سابق مجدهم، بالتعاقد مع المدير الفني الهولندي، إيريك تين هاج والذي لفت الأنظار بكرته الجميلة ومجموعة من الشباب الواعدين في آياكس خلال المواسم الماضية، فهل ينجح الهولندي في إنقاذ سفينة الشياطين الحمر؟
ولم يقم نادي مانشستر يونايتد بكثير من الصفقات خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية مقارنةً بأقرانه من كبار الدوري الإنجليزي الممتاز، إلا أن مسؤوليه يحاولون تلبية رغبات المدير الفني الهولندي لإنجاح ثورة تصحيحه لكتيبة الشياطين الحمر.
وأبرم نادي مانشستر يونايتد حتى الآن 3 تعاقدات فقط خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، بعدما ضم لاعبه السابق في آياكس، الظهير الأيسر ليساندرو مارتينيز ولاعب فاينورد، الظهير الأيمن مالاسيا بجانب الحصول على خدمات كريستيان إيريكسن في صفقة انتقال حر.
على الجانب الآخر تخلى نادي مانشستر يونايتد عن عدد من اللاعبين الذين خرجوا من خطط إيريك تين هاج قبل انطلاق الموسم لعل أبرزهم الفرنسي بول بوجبا وجيسي لينجارد بجانب نيمينيا ماتيتش وأليكس تيليس، وهم لاعبين غير متناسبين مع سياسة المدير الفني الهولندي الفنية التي يرغب في تطبيقها داخل أرضية الملعب.
وانتظرت جماهير مانشستر يونايتد أن تكون تحركات النادي بشكل أكبر من ذلك في سوق الانتقالات الحالية، لكن إيريك تين هاج يتحرك بشكل محدود ويحاول التعاقد مع لاعبين سبق لهم التدرب تحت قيادته أو لعبوا في مدرسة تكتيكية مشابهة لأفكاره لتسهيل مهمة استيعابهم لأفكاره وتطبيقها سريعًا، وهو ما يجعله مُصرًا على ضم فرينكي دي يونج من برشلونة، رغم رفض اللاعب الهولندي حتى الآن.
إلا أن البيت المانشستراوي أبى أن يكون هادئًا من حول إيريك تين هاج في بداية حقبته، حيث قام النجم الأول للشياطين الحمر، كريستيانو رونالدو بإثارة الضجة الكبرى بطلبه الرحيل عن الفريق خلال فترة الانتقالات الصيفية الحالية، لرغبته في المشاركة بدوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.
إيريك تين هاج مازال متمسكًا باستمرار النجم البرتغالي ويؤكد أنه سيبني الفريق من حوله، وكريستيانو رونالدو مازال يثير المشكلة تلو الأخرى لإجبار مانشستر يونايتد على التخلص من “صداعه” ومشاكله ولكن الوقت الآن أصبح ضيقًا أمام النادي الإنجليزي لتعويضه في حال رحيله مع قلة الخيارات المتاحة لتعويضه إن وافق النادي على بيعه.
وأصبح إيريك تين هاج مجبرًا على التعامل مع أزمة كبرى في بداية حقبته مع مانشستر يونايتد، أزمة إما أن يفرض من خلالها شخصيته على غرفة خلع الملابس وتكوين فريق متماسك وصلب يسير بالكامل خلف تعليماته بقائد واحد، أو تتسبب في تفكك غرف خلع الملابس وزيادة الأزمات بها خاصة وأن الأسلوب الذي يرغب الهولندي في تطبيقه سيحتاج إلى تضحية كبيرة من رونالدو، فأي قرار سيختار إيريك تين هاج وكيف ستتعامل الإدارة مع هذه الأزمة لحماية مديرها الفني واستقرار الفريق؟
الأكيد أن مانشستر يونايتد أمام موسم صعب للغاية في ظل الصفقات القوية التي أبرمتها أندية البريميرليج في الانتقالات الحالية، والتي ستجعل مهمة الدخول إلى المربع الذهبي تزداد صعوبة وتعقيدًا على تين هاج وكتيبته، وخسارة أفتتاحية الدوري الانجليزي أمام برايتون بهدفين لهدف زادات صعوبة المهة ولكن تظل الجماهير والادارة تثق في قدرة مدربها الجديد علي العودة.