تُعد العداوة بين ناديي مانشستر يونايتد وليفربول هي الأكبر في الكرة الإنجليزية، سواء على مستوى المنافسة داخل أرضية الملعب وملاحقة بعضهما البعض في صراع الأكثر تتويجًا بالدوري الإنجليزي، ولكن الحقيقة أن العداوة لم تكن بسبب كرة القدم فقط، فما السبب الحقيقي وراء تلك العداوة؟
بدأ الصراع بين مدينتي ليفربول ومانشستر يونايتد على المستوى الاقتصادي خلال القرنين الـ 18 والـ 19، حيث لا تبتعد المدينتان عن بعضهما أكثر من 48 كيلو متر، وكانت مدينة ليفربول تمتلك أول ميناء إنجليزي للسفن، لتحتكر حركة الملاحة والتجارة بالإضافة إلى التفوق في صناعة النسيج، في المقابل نجحت مدينة مانشستر عقب اندلاع “الثورة الصناعية” في استقطاب المصانع، وبالأخص المتخصصة في صناعة النسيج.
ورغم ازدهار صناعة النسيج في مدينة مانشستر ومنافسة المدن المجاورة صناعيا، كان عدم احتواء المدينة على ميناء للسفن بمثابة عقبة في وجه هذه الصحوة الاقتصادية، خاصة أن ليفربول كانت تفرض ضرائب باهظة على عمليات استيراد المواد الخام اللازمة للعديد من الصناعات من خارج البلاد.
مع اشتداد الصراع بين المدينتين، لم يكن هناك مفر من إنشاء “قناة مانشستر للشحن البحري” عام 1894، للتخلص من تحكم “ميناء ليفربول” في حركة التجارة، هذا القرار الصادم تسبب في تأثر اقتصاد مدينة ليفربول سلبيا وتجرع خسائر فادحة، وساد الفقر والبطالة في المدينة، وزاد غضب أهالي ليفربول تجاه سكان مانشستر.
بمرور الأعوام، امتد الصراع بين المدينتين على جميع المستويات، متجاوزا الحرب الاقتصادية، فليفربول تمتلك فرقة موسيقية مميزة مثل “البيتلز”، بينما مانشستر لديها “هابي مانديز”، و”ستون روزس”، كما تفتخر المدينتان أيضا بالعمارة الرائعة والمعارض الفنية والمتاحف، فضلا عن المشاهد الاجتماعية المزدهرة.
مع تولي فيرغسون مهمته عام 1986، أوضح أن لديه حلم بإزاحة ليفربول من على عرشه، وكسر رقمه الخاص بعدد ألقاب الدوري الإنجليزي، تصريحات فيرغسون آنذاك قابلتها موجة شديدة من السخرية، إذ كان فريق “الشياطين الحمر” لديه 7 ألقاب فقط على مستوى الدوري الإنجليزي مقابل 16 لقب للريدز.
ورغم البداية الصعبة لفيرغسون مع اليونايتد، تمكن المدرب الأسطوري من بناء فريق قوي توج به بطلا للدوري الإنجليزي عام 1993، وحقق الثنائية “دوري وكأس إنجلترا” موسم 1993-1994، وعاد وكررها في 1996، ودوري 1997، ثم 3 بطولات دوري متتالية أعوام 1999، و2000 و2001.
وفي العام 2011، حقق السير أليكس فيرغسون حلمه الذي تحدث عنه منذ يومه الأول بالنادي الأحمر، حيث تُوج نادي مانشستر يونايتد بلقب الدوري الإنجليزي للمرة الـ 19، أكثر من أي ناد إنجليزي آخر، وبالأخص أكثر من ليفربول، ووسع اليونايتد الفارق مع ليفربول من حيث عدد ألقاب “البريميرليغ” عام 2013، بتتويجه باللقب الـ 20، والـ 13 تحت قيادة المخضرم فيرغسون.
ليفربول نجح في تقليص الفارق مع نادي ليفربول بعدما حقق اللقب الـ19 مع المدير الفني الألماني يورجن كلوب ليصبح على بعد بطولة دوري إنجليزي واحد فقط من زعيم إنجلترا، مانشستر يونايتد ويستمر الصراع الذي انتقل من الجانب الاقتصادي إلى الكروي.