ريال مدريد يواصل عروضه القوية بفضل سحر مودريتش
واصل نادي ريال مدريد عروضه القوية في الدوري الإسباني الموسم الحالي بعدما اكتسح مضيفه سيلتا فيجو برباعية مقابل هدف وحيد في الجولة الثانية، ليحقق العلامة الكاملة في أول جولتين وبأداء كان أكثر إقناعًا في الأسبوع الثاني.
قبل الجولة الثانية بأسبوعين، تعرضت جماهير ريال مدريد إلى صدمة قوية برحيل أحد ركائز الجيل الذهبي وهو الارتكاز البرازيلي كاسيميرو بعدما رحل إلى نادي مانشستر يونايتد في صفقة قياسية بلغت حوالي 85 مليون يورو، ليثير ذلك القلق في قلوب مشجعي الميرنجي حول تركيبة خط الوسط للموسم الجديد.
وفي الاختبار الأول لريال مدريد بعد رحيل كاسيميرو، حل لاعب الوسط الفرنسي والصفقة الجديدة للميرنجي، تشواميني بدلًا منه كارتكاز والأعين جميعها مصوبة نحوه للاطمئنان على حالته وقدرته على شغل مركز كاسيميرو الموسم الجديد والاعتماد عليه في التشكيل الأساسي.
تشواميني بدأ مهزوزًا تحديدًا في الخروج بالكرة تحت الضغط لكن مجهوده الدفاعي الكبير أثر إيجابيًا بشكل كبير في حماية دفاع ريال مدريد، وهو ما أعطى لاعب الوسط الفرنسي الثقة للتحسن بعد ذلك على مدار المباراة، ليصبح هو مخرج الميرنجي الأول في الخروج بالكرة وأجاد بشكل واضح بعد ذلك.
تشواميني يمتلك مجهود بدني كبير ولديه قدرة كبيرة على قراءة اللعب وهو ما يجعله مفيدًا في مركز الارتكاز لافتكاك الكرة أمام الدفاع وقطع محاولات الخصم في اختراق دفاع ريال مدريد من العمق، ومع قدرته على الخروج بالكرة أيضًا مما يجعله مبشرًا للغاية بالنسبة لوسط ملعب ريال مدريد، وبداية مُبشرة لبديل كاسيميرو.
مجددًا يُثبت لاعب الوسط الكرواتي لوكا مودريتش أن العمر بالنسبة له مجرد رقم فقط، ليواصل نثر سحره في أرض الملعب بمجهود بدني عالي لا يصدق ولمحات فنية تؤثر على مصير الفريق بالكامل.
مودريتش كان له دورًا محوريًا في تغير مسار المباراة، ففي ظل التعادل الإيجابي بهدف لكل فريق ، ظهر لوكا مودريتش بلقطة فنية من العدم ويمر من لاعب ثم الآخر ويطلق تسديدة رائعة في مرمى سيلتا فيجو.
مودريتش لم يكتفِ بتسجيل الهدف الثاني لريال مدريد فقط، بل أنه صنع الهدف الثالث لفينيسيوس جونيور بدقة متناهية ومهارة فردية رائعة، تؤكد أن منظومة كارلو أنشيلوتي الهجومية مازالت تدور حول لاعب الوسط الكرواتي في صناعة اللعب وتوزيع الهدايا.
ما قام به سيلتا فيجو أمام ريال مدريد قد يراه البعض شجاعة كبيرة في مواجهة خصم كبطل إسبانيا بضغط متقدم وهجوم كبير، إلا أنه كان بمثابة الانتحار لأنك منحت كارلو أنشيلوتي المباراة الذي يحب خوضها دائمًا.
كارلو أنشيلوتي يُجيد استقبال اللعب والتركيز على التحولات الهجومية السريعة لتهديد الخصم، وهو ما منحه إياه سيلتا فيجو بضغطه العالي والمساحات الضخمة المتواجدة في خط دفاعه، وبالتالي كان بمثابة الفريسة المحببة لريال مدريد، وظهر ذلك من خلال تسجيل 3 أهداف من أصل 4 من خلال هجمات مرتدة.
ريال مدريد طمئن جماهيره في ثاني اختبارات الموسم الحالي، لكن مازال في حاجة لاختبار قوته أمام خصم يمارس الضغط المنخفض والتكتل الدفاعي، وهو ما يعاني أمامه ريال مدريد مع أنشيلوتي دائمًا.