هل سمعت قبل ذلك عن منتخب ضحى بالبطولة الأغلى، كأس العالم من أجل إنقاذ حياة خصمه؟ بالفعل حدث ذلك.
رحلتنا اليوم ستعود إلى عام 1938 وتحديدا في بطولة كأس العالم الثالثة في تاريخ كرة القدم، والتي نجح خلالها المنتخب الإيطالي في الحفاظ على لقبه على حساب المنتخب المجري في المباراة النهائية.
وبالعودة إلى هذا التوقيت، فإن الاتحاد الدولي لكرة القدم قام باختيار فرنسا لاستضافة كأس العالم بعد إيطاليا في النسخة السابقة، وهو ما أثار غضب قارة أمريكا الجنوبية بالكامل بسبب أن الاتفاق كان بأن تستضيف قارتا أمريكا الجنوبية وأوروبا بطولات كأس العالم بالتناوب فيما بينهما.
امتنعت منتخبات أمريكا اللاتينية عن المشاركة في المونديال الثالث وعلى رأسهم كلا من الأرجنتين، المرشح الأبرز للبطولة وقتها، والأوروجواي حامل لقب أول نسخة لكأس العالم، باستثناء البرازيل التي قررت المشاركة في البطولة.
منتخب المجر كان الحصان الأسود لهذه البطولة بعدما حقق نتائج مميزة، ومع بلوغه دور نصف النهائي لمواجهة السويد انتصر بخماسية مقابل هدف وحيد، ليحجز مقعدًا في المباراة النهائية وتتجه الترشيحات نحوه لنيل اللقب الأول والوحيد في تاريخه.
أما المنتخب الإيطالي فقد تغلب على المنتخب اللاتيني الوحيد المشارك في البطولة، البرازيل بهدفين مقابل هدف وحيد بشق الأنفس في نصف النهائي، ليضرب موعدًا مع المجر في نهائي المونديال الثالث تاريخيًا.
قبل خوض المباراة النهائية، استقبل المنتخب الإيطالي رسالة مرعبة من القيادة الحاكمة في البلاد، وتحديدًا من بينيتو موسوليني، الحاكم الذي عرف باستبداده وطغيانه على مر التاريخ، بعنوان “الانتصار أو الموت”.
وجه موسوليني رسالة واضحة بذلك لأعضاء منتخب الأتزوري بضرورة الحفاظ على اللقب العالمي وإلا سيتم قتلهم عند العودة إلى العاصمة الإيطالية روما، وهي الرسالة التي أثرت بالفعل في مجرى المباراة النهائية.
تمكن المنتخب المجري من تسجيل هدفين مع بداية المباراة، ويتسيد اللقاء طولًا وعرضًا لتبدأ المشاهد السوداء في السيطرة على لاعبي المنتخب الإيطالي ومصيرهم المجهول الذي ينتظرهم مع العودة إلى بلادهم.
توسل لاعبو المنتخب الإيطالي لنظائرهم من المنتخب المجري من أجل السماح لهم بالفوز بهذا اللقاء وإنقاذ حياتهم، إذ وصل الأمر إلى بكاء بعض لاعبي الأتزوري داخل أرضية الملعب استعطافا للمنافس.
أتت توسلات لاعبي المنتخب الإيطالي بمفعولها على لاعبي المنتخب المجري، ليختار أبناء المجر التفريط في كأس العالم الأول والذي كان سيبقى الوحيد في تاريخهم من أجل إنقاذ حياة المنافس في موقف إنساني خالد.
“لقد سمحت بدخول أربع أهداف إلى شباكي بالفعل، لكنني أنقذت حياة منتخب كامل” تصريح أطلقه حارس مرمى منتخب المجر حينها، أنتل زيرب بعدما قام بـ”تفويت” المباراة للمنافس ليخلد هذا الموقف في تاريخ الساحرة المستديرة.