صلاح يتراجع ويسجل هدفان فقط خلال 5 مباريات .. ما السبب؟
اكتفى النجم المصري الدولي محمد صلاح بتسجيل هدفين فقط في أول 5 مباريات في الدوري الإنجليزي الممتاز مع نادي ليفربول، ليكتب اسوأ معدل تهديفي له في الجولات الافتتاحية منذ انضمامه إلى كتيبة يورجن كلوب منذ 5 مواسم.
هدف في مرمى فولهام بالجولة الافتتاحية وآخر في شباك مانشستر يونايتد بالجولة الثالثة هما حصيلة أهداف محمد صلاح مع نادي ليفربول حتى الآن، مما يجعله يبتعد عن إيرلينج هالاند في سباق الهدافين.
صلاح لم يكتف فقط بالابتعاد عن إيرلينج هالاند في سباق الهدافين بل أنه لم يعد هداف نادي ليفربول في الدوري الإنجليزي كما هو المعتاد، إذ سجل روبيرتو فيرمينيو ولويس دياز عدد أهداف أكثر من التي سجلها الفرعون المصري، فماذا تغير في ليفربول ليتراجع معدل النجم المصري التهديفي بهذا الشكل؟
تغيير واجباته
محمد صلاح على مدار مواسمه الخمس الماضية مع نادي ليفربول كان يتم معاملته كمهاجم ثاني أكثر من جناح، مما جعله أقرب إلى المرمى دائمًا ويتواجد داخل منطقة الجزاء بشكل مستمر سواء في الكرات العرضية من الناحية العكسية أو حال الاختراق من العمق.
الخريطة الحرارية للموسم الماضي “صورة 1” توضح لنا كيف كان تحرك محمد صلاح دائمًا من الطرف إلى منطقة الجزاء والكم الذي تواجد به داخل منطقة جزاء الخصم بشكل مستمر، وهو ما جعله أقرب إلى مناطق الخطورة بشكل أكبر ومستمر، ومع إنهاءه المميز للهجمات كان يصل إلى معدل تهديفي مرعب، ولكن ماذا تغير؟
يورجن كلوب عدل من واجبات محمد صلاح بشكل أبعده عن منطقة جزاء الخصم أكثر وأكثر، إذ أصبح يعتمد عليه في فتح الملعب على مصرعيه من خلال التواجد على خط رمية التماس بشكل مستمر واستلام الكرة على الطرف، مع دخول أرنولد إلى العمق لاستلام الكرة، وهو عكس ماك كان يحدث سابقًا.
الخريطة الحرارية للـ5 مباريات التي خاضهم محمد صلاح الموسم الحالي “صور 2” تظهر التغير الكبير في تحركات صلاح ووجوده أكثر على خط الملعب وليس في منطقة الجزاء، وذلك يكون بهدف سحب ظهير الخصم للخارج مما يظهر مساحة في العمق يتحرك بها أرنولد أو لاعب الوسط المساند “إيليوت على سبيل المثال” في تلك المساحة.
وعلى المستوى الرقم، سنجد أن معدل تسديد محمد صلاح خلال أول 5 مباريات في الدوري يبلغ 2.3 تسديدة في كل مباراة تقريبًا، فيما بلغ معدل تسديداته الموسم الماضي حوالي 4.1 تسديدة في المباراة، وهذا مؤشر واضح للتغير الكبير في أداء محمد صلاح الهجومي.
هذا التغير أثر بشكل كبير على قرب محمد صلاح من منطقة الجزاء وبالتالي قلة عدد مساهماته بالأهداف أكثر وأكثر.
تأثير رحيل ماني
الجزئية الثانية التي أثرت على محمد صلاح بشكل أو بآخر هو ساديو ماني، فمع اعتبار البعض أن ساديو ماني لم يكن يساعد صلاح لكن هذا غير صحيح لأن الثنائي كان وصل لحالة من التفاهم الكبير التي كانت تساعد كلًا منهما في خدمة الفريق.
إضافة إلى ذلك فإن يورجن كلوب كان يرفع الأدوار الدفاعية عن محمد صلاح ويلقي بها إلى ماني بسبب قوته البدنية الكبيرة والجهد الكبير الذي يستطيع بذله، فكان ذلك يدفع صلاح للتفرغ أكثر للأدوار الهجومية ويصبح بمثابة المهاجم الثاني أكثر وأكثر.
بعد رحيل ماني واستبداله بلويس دياز، والذي على الرغم من قدراته الفردية والفنية العالية إلا أنه ليس بماني من ناحية الالتزام الدفاعي والقوة البدنية، أصبح محمد صلاح مضطرًا للقيام بأدوار دفاعية والاتزام بها أكثر، مما أخذ من رصيده الهجومي الكثير.
كل هذه العوامل أثرت على المعدل التهديفي وحتى تهديد مرمى الخصوم من محمد صلاح خلال الموسم الحالي، وظهوره بصورة مغايرة تمامًا لما كان عليه على مدار الـ5 مواسم الماضية، أكثر جماعية وخدمة للفريق لكنه في نفس الوقت أقل تأثيرًا وحدةً على مرمى الخصوم.