يواصل النجمان الصاعدان، النرويجي إيرلينج هالاند والفرنسي كيليان مبابي تألقهما في الملاعب الأوروبية، معلنان نفسهما نجمي الجيل الجديد خلفًا للثنائي، كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي على عرض الأفضل في أوروبا والعالم.
وشهد افتتاح دوري أبطال أوروبا النسخة الحالية تألق النجم النرويجي إيرلينج هالاند مع مانشستر سيتي أمام إشبيلية بعد تسجيله هدفين في المباراة التي انتهت بفوز بطل إنجلترا برباعية نظيفة، بينما سجل كيليان مبابي هدفي فوز باريس سان جيرمان في مرمى يوفنتوس، المباراة التي انتهت بهدفين مقابل هدف.
بداية تؤكد بالفعل أن مبابي وهالاند سيستمران في منافسة قوية على عرش كرة القدم في العصر الحديث خلفًا لرونالدو وميسي، بالتالي فإن المقارنات ستشتعل بينهما حتى إن كان كلًا منهما يشغل مركزًا مختلفًا.
هالاند المتكامل
إيرلينج هالاند هو مهاجم صريح ورأس حربة واضح، أكثر ما يميزه هو القدرة على تحويل الفرص إلى أهداف، سواء في المساحات الضيقة أو من خلال استلام الكرة في المساحات، بجانب ذلك فإن لديه القدرة على اللعب بالقدم وأيضًا ضربات الرأس.
أرقام هالاند التهديفية مرعبة للغاية وتوضح مدى الدقة والجودة التي يمتلكها في إنهاء الهجمات واستغلال أنصاف الفرص إلى شباك الخصم في الأوضاع المختلفة، ولم يتأثر هذا المعدل التهديفي بانتقاله إلى دوري أصعب مثل الدوري الإنجليزي.
هالاند انفجاره حدث مع بوروسيا دورتموند، حيث لعب 89 مباراة، سجل خلالهم 86 هدفًا وصنع 23 هدفًا آخرًا، أرقام مرعبة توضح مدى الجودة التي يمتلكها المهاجم النرويجي ولكن البعض اتهمه حينها أن الدوري الألماني سهل وهو ما جعل أرقامه بهذه الضخامة.
المهاجم النرويجي سرعان ما رد على المشككين بعد انتقاله إلى نادي مانشستر سيتي في الدوري الأصعب بالعالم، الدوري الإنجليزي بعدما خاض 8 أهداف فقط، سجل خلالهم 12 هدفًا وصنع هدفين آخرين.
أكثر ما ميز هالاند بعد انتقاله إلى الدوري الإنجليزي هو قدرته على تأقلمه مع أساليب الهجوم المتنوعة لنادي مانشستر سيتي، قدرة على التحرك القطري في المساحة خلف دفاع الخصم لاستلام التمريرات، أو التمركز داخل منطقة الجزاء واستقبال الكرات العرضية، تنوع كبير يجعله دائمًا قريبًا من المرمى.
مبابي مرعب
على الجانب الآخر، قضى كيليان مبابي الغالبية العظمى من دقائق لعبه كجناح سواء أيمن أو أيسر، لكنه أظهر أرقامًا مرعبة من الناحية التهديفية مقارنة بالأجنحة في نفس مركزه تجعله بالفعل يستحق تسميته بالمرعب ولا تكتفي بقول أنه جناح بل أنه أشمل من ذلك.
مبابي مميز كونه رائع والكرة في قدمه والقدرة على المرور من الخصم بفضل مهارته الفردية الكبيرة وقدرته على الاحتفاظ بالكرة بجانب سرعته، كما أنه مرعب في التحرك بدون كرة واستلام الكرة في المساحة التي تظهر في ملعب الخصم مما يجعله يشكل تهديد خطير للغاية.
مبابي مع موناكو –حينما كان لاعبًا صاعدًا- شارك في 60 مباراة، سجل خلالهم 27 هدفًا وصنع 16 هدفًا آخرًا، مما دفع باريس سان جيرمان لإبرام ثاني أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم وضمه بـ180 مليون يورو.
وبالفعل –الغالي تمنه فيه-، مبابي تطور على المستوى التهديفي تحديدًا بصورة مرعبة بعدما شارك في 223 مباراة، سجل خلالهم 180 هدفًا وصنع 80 هدفًا، ليضع نفسه ضمن الأفضل في العالم إن لم يكن الأفضل في السنوات الأخيرة.
مبابي أثبت جودته الكبيرة من خلال قدرته على الاحتفاظ بالكرة وسرعته الكبيرة في مهاجمة مناطق الخصم، كما أنه يجيد إنهاء الهجمات بكل الأشكال سواء التسديد البعيد، من لمسة واحدة أو على الطائر.
ما يعيب مبابي قليلًا مقارنة بهالاند أنه لم يأخذ المخاطرة بالخروج من الدوري الفرنسي، والذي يسطو عليه باريس سان جيرمان بلا منافس، ويجد سهولة نسبية في إيجاد المساحات والمواقف السامحة له، لكنه يعوض ذلك بالظهور دائمًا وترك بصمة في المواجهات الكبرى بدوري الأبطال.
المؤكد أن الثنائي هما الخليفان الشرعيان لرونالدو وميسي، وهما نجما الشباك في السنوات القادمة على عرش كرة القدم العالمية، والمقارنة بينهما ستكون مستحيلة لأننا أمام وحشين تهديفين ولكل منهما مميزاته.