واصل نادي ريال مدريد تحقيق النتائج الإيجابية مباراة تلو الأخرى منذ انطلاق الموسم الحالي سواء على المستوى المحلي في الدوري الإسباني أو على المستوى القاري في بطولة دوري أبطال أوروبا، لكن مازال القلق يحاوط الفريق بسبب الأداء المُقدم داخل أرضية الملعب.
ريال مدريد تمكن من الفوز على لايبزيج الألماني بهدفين دون مقابل في الجولة الثانية من دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا، ليواصل فوزه بكل المباريات التي خاضها منذ انطلاق الموسم في مختلف البطولات، إلا أن ذلك ليس كافيًا ليطمئن جماهير الميرنجي.
أبرز ما كان يميز نادي ريال مدريد تحت قيادة الإيطالي كارلو أنشيلوتي هو الصلابة الدفاعية وعدم استقباله العديد من الأهداف، وعلى الرغم من الأرقام في ظاهرها تبدو كذلك حتى الآن مع بداية الموسم تحديدًا في دوري أبطال أوروبا لكن البواطن غير ذلك إطلاقًا.
بالنظر إلى ريال مدريد على مستوى الدوري الإسباني فإن شباك كورتوا تستقبل هدف في كل مباراة تقريبًا، على الرغم من أن الفريق لم يُلاقي أحد الكبار حتى الآن، كما أن البلجيكي يقوم بمعدل 3 تصديات محققة في كل مباراة وهو رقم كبير لفريق مثل ريال مدريد.
أما على المستوى الأوروبي، فعلى الرغم من أن ريال مدريد لم تستقبل شباكه أي هدف على مدار 3 مباريات، مباراتان في دوري أبطال أوروبا ومباراة السوبر الأوروبي، لكن ذلك بفضل تصديات كورتوا الإعجازية وليس لقوة خط دفاع ريال مدريد إذ أن الحارس البلجيكي قام بـ5.5 تصدي محقق في كل مباراة منهم وهو رقم ضخم للغاية ويدل على سهولة الوصول لمرماه.
على المستوى الهجومي، ففي كل مباراة ستشعر أن هذا الفريق ليس له نمط صريح وواضح لاختراق دفاعات الخصم بل وتهديد مرماه بشكل متكرر ومستمر، لكنه يعتمد بشكل كبير على فرديات لاعبيه الهجومية وتحديدًا 5 لاعبين يتمحور حولهم أداء الفريق بشكل كامل.
مودريتش، فالفيردي، فينيسيوس جونيور، رودريجو وأخيرًا بنزيما هم الخماسي الذي يعتمد عليه ريال مدريد –بشكل فردي- في تكوين شكله الهجومي من خلال التناغم بينهم أو المهارات الفردية الكبيرة التي يمتازون بها سواء في المرور من موقف 1 على 1 أو التسديد البعيد أو حتى ضربات الرأس.
لكن لا تشعر أن ريال مدريد دائم الهيمنة على الخصم وتهديده أو أن هناك نمط مبتكر لخط الهجوم لوضع دفاع الخصم تحت التهديد دائمًا، وإنما تُحل المباريات دائمًا بحل فردي ومع الفريق المتماسكة والصلبة تظهر معاناة الميرنجي حتى اقتناص الفوز بصعوبة في نهاية المطاف.
بالنظر إلى قائمة الفريق، فباستثناء خط الوسط لا يوجد بدائل بنفس الجودة لباقي عناصر ريال مدريد في خطي الدفاع والهجوم إطلاقًا، فحينما ننظر للدفاع سنجد روديجير فقط ولكن الفريق لا يمتلك ظهير أيمن أو ظهير أيسر بديل ويعتمد على “الترقيع” فقط، وهجوميًا الفريق لا يمتلك بديل سواء لكريم بنزيما أو فينيسيوس إطلاقًا وغياب أي منهما يشكل خطر كبير على الميرنجي.
وبالتالي فإنه على الرغم من تحقيق ريال مدريد للنتائج الإيجابية والانتصارات منذ بداية الموسم إلا أن الفريق مازال مقلقًا لأن هذه الفرديات لن تستمر طوال الموسم مع ضغط المباريات وعدم وجود بدائل حقيقية لهم، فمع عدم وجود حل جماعي، سيسقط الميرنجي عاجلًا أم آجلًا.