يواصل النجم النرويجي إيرلينج هالاند تألقه بقميص نادي مانشستر سيتي منذ بداية الموسم الحالي سواء على المستوى المحلي أو القاري، ليؤكد أنه الصفقة الأهم في فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة ولما لا ربما يكون صفقة القرن الحالي إذا واصل طريقه بنفس النجاعة المرعبة.
إيرلينج هالاند قاد نادي مانشستر سيتي للفوز على فريقه القديم بوروسيا دورتموند بهدفين مقابل هدف وحيد في الجولة الثانية من دوري أبطال أوروبا، وذلك بعدما سجل هدفًا خياليًا بعدما ارتقى بقدمه ليضعها مكان رأسه لاستقبال العرضية المتقنة من البرتغالي جواو كانسيلو.
الطريقة التي أحرز بها إيرلينج هالاند هدف الفوز في شباك بوروسيا دورتموند ليست الأولى من نوعها بل أنها سجل هدفًا بنفس الكيفية في شباك نوتنجهام فورست بعدما ارتقى عاليًا مستخدمًا قدمه وليس رأسه لتحويل عرضية فودين حينها مسجلًا هدفًا رائعًا.
هالاند يستغل طول قامته ومرونته الكبيرة والغريبة في نفس الوقت في استلام الكرة وتحويلها إلى أهداف ليس فقط باستخدام رأسه بل باستخدام قدمه في حين يحتاج الأمر إذا كانت الكرة بعيدة عن رأسه وهو كما فعله أمام بوروسيا دورتموند.
الغريب فيما يقوم به هالاند أن اللاعب الضخم وطويل القامة بهذا الشكل الفارع يكون من الصعب أن يمتلك سواء السرعة أو المرونة في الجسد بهذه الطريقة، لكن النرويجي كسر كل هذه القواعد ويمتلك سرعة كبيرة في اختراق المساحات بجانب مرونة غير عادية في القدم.
المهاجم النرويجي لعب بقميص نادي مانشستر سيتي 9 مباريات على مستوى الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، نجح خلالهم في تسجيل 13 هدفًا وصنع هدفين آخرين مع حصوله على ركلة جزاء أيضًا سجلها بنفسه في المرمى، ليصبح أكبر معدل تهديفي في أوروبا حتى الآن.
هالاند حول مانشستر سيتي من فريق سلاحه الجماعية إلى لاعب يستند عليه هجوميًا لمواجهة الخصوم وتحديدًا المتكتلة، لنجد أن النرويجي يسدد بمعدل 5 تسديدات في المباراة الواحدة كما يصنع بمعدل فرصتين في كل مباراة وذلك على مستوى دوري الأبطال.
أما في الدوري الإنجليزي، هالاند يسدد بمعدل 4.5 تسديدة في كل 90 دقيقة وصناعة 3 فرص سامحة للتسجيل لزملاءه، أرقام غير عادية ليس فقط على المستوى الفردي فقط وإنما أيضًا على مستوى الجماعية من خلال صناعة الفرص للزملاء.
أكثر ما يميز إيرلينج هالاند هو قدرته على التأقلم مع أي أسلوب لعبه، يستطيع اللعب في المساحات الضيقة واستلام الكرة تحت الضغط والدوران بمدافع الخصم، بجانب سرعته الكبيرة في استهداف المساحات في حال واجه فريق يلعب بضغط عالي أو متوسط وهو ما يعطي زملاءه الفرصة من أجل تمرير الكرة الطولية له في ظهر الدفاع.
هالاند أيضًا يستطع اللعب برأسه بطريقة رائعة ويستطيع مساعدة الفريق في حال واجه خصم متكتل في منطقة الجزاء والاتجاه إلى الكرات العرضية من أطراف الملعب، وبالتالي فهو يستطيع مساعدة جوارديولا على أي أسلوب لعب بحسب الخصم الذي يواجهه.
هالاند حل كل مشاكل مانشستر سيتي الهجومية وأصبح حلًا لأي خصم مهما كان أسلوب لعبه، وأصبح الحل السحري للمدير الفني الإسباني الذي أصبح يمحور طريقة اللعب من حوله لاستغلال ماكينة الأهداف التي أتيحت له، وبالفعل النرويجي يكافأه في كل مباراة تقريبًا وينقذه في كل موقف صعب.