الإنجليزي جون هيردمان، المدرب التاريخي فى كرة القدم، أول مدرب يقود منتخب كندا للسيدات لكأس العالم ثم يقود المنتخب الرجالي للنهائيات أيضًا، المدرب الذي عاد بكندا للمونديال بعد غياب لمدة 36 عامًا والتي غابت عن المونديال منذ 1986.
جون هيردمان عاني كثيرًا بسبب إقصاء منتخب بلاده من كأس العالم 1986 بالمكسيك على يد الأرجنتين بقيادة دييجو مارادونا، والذي كان سبب في حبه لكرة القدم، ومحاولته أن يكون لاعباً، لكنه سرعان ما فضل مهنة التدريب.
هيردمان يمتلك روح الفكاهة منذ الصغر وظهر ذلك عندما كان يبلغ 17 عامًا وقرر إثارة الذعر على متن طائرة استقلها من نيوكاسيل فى عام 1993 إلي مالاجا بإسبانيا وأبلغ الطيار حينها بأن بحوزته قنبلة وعلي الطيار الذهاب إلي بيروت.
ولكن الطيار وبالتنسيق مع شركة بريتانيا إيروايز، الشركة التي تدير الرحلة، استمر في السفر إلى إسبانيا، وعندما هبطت الطائرة، ألقت شرطة مالاجا القبض على هيردمان وقامت بتفتيش الطائرة ولم تعثر على قنابل أو أسلحة.
وأستطاع هيردمان حينها إقناع المحكمة بأن الأمر كان عبارة عن نكتة وأنه أراد فقط الهزار مع الطيار.
فمن كان يتوقع أن هذا الشاب سيصنع التاريخ، وتعود القصة عندما غادر للبرازيل للعب ولكنه فشل بسب حجمه الضيئل وصغر قامته ليتحول شغفه للتدريب ليبدأ في مدرسة صغيرة هناك للتدريب ثم يتلقي دعوة للعمل في أكاديمية سندرلاند ومنها إلي قيادة منتخب السيدات النيوزيلندي بين 2006 و2011 ثم انتقل بعد ذلك لتدريب منتخب كندا للسيدات وهناك غيّر كل شيء في كرة القدم الكندية وقاده لميداليتين برونزيتين أولمبيتين.
بعد قيادته لمنتخب كندا وتحقيق بعض الانجازات كان يطمح بقوة لقيادة أحد الأندية الإنجليزية الكبرى للسيدات، إلا إنه فاجأ الجميع فى 2018 عندما غادر لقيادة منتخب كندا للرجال، وعمل على إعادة بناء منتخب الرجال لتحويله إلى فريق متماسك، ولعب دورًا فى اقناع العديد من اللاعبين الذين يحملون الجنسية المزدوجة باختيار الدفاع عن ألوان المنتخب الكندي.
وبعد توقيعه للعقد مباشرة أطلق أولى تصريحاته بإنه سيقود كندا لمونديال 2022، وحينها لم يصدقه أحد بسبب الاخفاقات المتتالية للمنتخب الكندي في تصفيات منطقة كونكاكاف.
ولكن هيردمان فاجأ الجميع وتصدّر ترتيب مجموعة كونكاكاف أمام عملاقي كرة قدم أمريكا الشمالية منتخبي المكسيكي والأميركي، حيث حقق الفوز بثماني مباريات، وتعادل في أربعة وتلقي هزيمتين.
وبسبب التأهل للمونديال فإن الانجليزي الذي يبلغ 47 عاماً، نجح في رفع تصنيف منتخب كندا من المركز 94 في تصنيف “فيفا” للمركز 33 وهو أعلى تصنيف في تاريخها.
قال عنه أمين عام الاتحاد الكندي للعبة بيتر مونتوبولي: هيردمان يتميز بمحافظته على “أخلاقيات العمل وشغفه وتحضيراته واهتمامه بالتفاصيل”، بينما قال عنه كمال ميلر اللاعب الكندي السابق”منذ أن تولى جون المسؤولية كان يركز على تغيير هوية كرة القدم الكندية”.
وفى تصريحات بعد التأهل قال المدرب لـ “سكاي سبورتس”: “أتذكر مشاهدة دييجو مارادونا ضد إنجلترا رفقة والدي. في تلك اللحظة وقعت في حب كرة القدم. أشعر بالفخور للطريقة التي واجه بها الفريق المكسيك منذ الدقيقة الأولى. في عام 1986 ذرفت الدموع، ولكن اليوم أشعر بالفخر”.
ويطمح هيردمان في تقديم أداء جيد في كأس العالم قطر 2022، لاكتساب اللاعبين المزيد من الخبرة حتي يستطيعوا المنافسة بقوة في عام 2026، ستستضيف البلاد كأس العالم إلى جانب المكسيك والولايات المتحدة.
وعن استضافة كندا للمونديال قال هيردمان: “نحن بحاجة إلى كأس العالم لتغيير الثقافة. وهذا البلد جاهز لكأس العالم”.