النجاح الذي شهدته نسخة كأس العالم لعام 2022 والتي أقيمت لأول مرة في أرض عربية، لم يكن وليد الصدفة، إنما نتيجة عمل شاق دام لمدة 12 عامًا…
منذ حصلت قطر على حق تنظيم النسخة رقم 22 من بطولة كأس العالم في 2010، بدأ العمل دون توقف حتى موعد المونديال والذي أقيم في العام الحالي، بينما شارك عدد من الأبطال المجهولين في تجاوز كل العقبات لإقامة هذا المونديال العربي الاستثنائي…
تعتبر لحظة إعلان فوز قطر بتنظيم بطولة كأس العالم لعام 2022، والتى شهدها عام 2010 لحظة تاريخية، إذ أعلن فيها إقامة المونديال لأول مرة على أرض عربية…
على الرغم من الانتقادات العديدة التي وجهت للاتحاد الدولي لكرة القدم بشأن منح التنظيم لدولة لا تملك البنية التحتية المناسبة، بالإضافة إلى مناخها المعروف بشدة حرارته، إلا أن قطر لم تستلم وقدمت مشروعًا مثاليًا…
عقبات لا تعد كانت تقف في طريق قطر لتنظيم أول مونديال عربي، بداية من عدم امتلاكها الملاعب الكافية، أو البنية التحتية المناسبة، بالإضافة إلى المعضلة الأكبر بشأن التغلب على درجات الحرارة في الملاعب…
في غضون وقت قصير ظهرت الملاعب القطرية على أفضل حال، كما أجريت العديد من التطورات على البنية التحتية، وبعد ظهور الشكل العام للبلد المستضيف، ظلت الأزمة الأكبرهي درجات الحرارة…
هنا جاء دور المهندس الميكانيكي السوداني سعود عبد الغني، والذي صادف وجوده للتدريس في جامعة قطر اقتراب إقامة مباريات المونديال، إذ أنشأ نظام تبريد مثالي في واحدة من أكثر الأماكن سخونة على وجه الأرض…
مجال دراسة سعود عبد الغني هو الحفاظ على الحرارة المناسبة للناس بغض النظر عن المكان المتواجدين فيه، لينجح في تصميم الأنظم التي عملت على تبريد ثمانية ملاعب أقيم فيها مباريات المونديال، كما أن تغيير موعد البطولة إلى الشتاء جعل المهمة ممكنة بشكل كبير…
نظام التربيد الذي صممه المهندس السوداني معقد أكثر مما يبدو، إذ يعمل على منح المتواجدين في الملعب جوًا مناسبًا دون درجات حرارة عالية أو منخفضة كذلك، إذ يعمل على التبريد وكذلك التخلص من الهواء الساخن في محيط الملعب…
نظام التبريد الذي صممه المهندس السوداني ببساطة، يعتمد على ضخ الهواء البارد في أرضية الملعب، ومن فتحات أسفل مقاعد المشجعين، بالإضافة إلى خزان مياه عملاق خارج الملعب يعمل على تبريد الهواء…
وشرح سعود عبد الغني العملية، موضحًا أنها تعمل بنفس نظام الرادياتير في السيارات، إذ يتم سحب الهواء الساخن ليمر في مرشحات مع الماء البارد ليتم تبريده…
ورغم هذا العمل الجاد، نال نظام التبريد الذي صنعه المهندس السوداني بعض الانتقادات، إذ اشتكى بعض اللاعبين من تسبب نظام التبريد في مرضهم، بينما اشتكى البعض الآخر من ارتفاع درجات الحرارة، إلا أن الأمر في النهاية سار كما يجب وخرج المونديال في صورة استثنائية..