دعم ملياري من ولي العهد السبب وراء انتصارات السعودية مؤخرًا بعد سنوات من الانكسار
ربما لم يؤمن أحد بأن المنتخب السعودي سيفاجئ الجميع ويحقق الانتصار الأول للعرب على المنتخب الأرجنتيني ضمن منافسات كأس العالم، لكن هناك حقيقة واحدة تكمن في دعم الكرة السعودية منذ سنوات بالمال والتخطيط الجيد والكفاءات، حتى ظهرت الصورة بهذا الشكل المشرف، فهل كان انتصار السعودية على الأرجنتين مجرد صدفة أم نتاج تخطيط جيد؟
الكرة السعودية.. سنوات من الانكسار
مرت الكرة السعودية بالعديد من الانتكاسات في بداية الألفية، فمنذ آخر تأهل للمونديال العالمي في ألمانيا عام ٢٠٠٦ دخلت السعودية مرحلة من النسيان العالمي وحتى الإقليمي، إذ كانت آخر مشاركاتها الكبيرة الوصول لنهائي آسيا عام ٢٠٠٧، ومنذ ذلك الوقت غابت عن المشاركات المشرفة سنوات طويلة.
بالعودة إلى المونديال العالمي عام ٢٠١٨ في روسيا وجدت الكرة السعودية أن كثيرًا من الأمور قد تغير على الصعيد الكروي، وعليها مواجهة تلك التحديات لتضع نفسها في مصاف الدول المتقدمة كرويًا، وعلى الرغم من الظهور المتواضع في مونديال روسيا، إلا أن الخروج من الدور الأول أوجد الحل في عقول المسؤولين.
التخطيط الجيد بداية لكل نجاح
في أعقاب مونديال روسيا أعدت السعودية العدة جيدًا لإثبات نفسها قاريًا ودوليًا، إذ اعتمدت خطة تحت قيادة وإشراف ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تقضي بالتطور والظهور بصورة مغايرة تمامًا، ودخلت المملكة في أعلى مستويات الدعم الحكومية.
حيث أشرف بن سلمان بنفسه على وضع اللمسات الأولى لتجربة الدعم الملياري، وأراد أن يساهم في إحداث نقلة نوعية في الرياضة السعودية، وبدأ الدعم الحكومي غير المسبوق، بسداد ديون الأندية السعودية الخارجية المهددة بالإيقاف، فأنفق ما يقارب المليار ريال سعودي، حيث وضع الأمير محمد بن سلمان حدًا لعقوبات قاسية بحق الأندية السعودية، بعد تراكمات أخطاء إدارية في الأندية لم تعرف طريقاً للنهاية.
بدأت المملكة تقوى نفسها أكثر وأكثر، وبعد سداد الديون اتجهت لتهيئة البنية التحتية للمنافسات المحلية، والعمل على إخراج منتج محلي مثالي على قدر القيمة الكبيرة التي يمثلها الدعم الحكومي، والذي وصل إلى مليار و٢٧٧ مليون ريال، وإنهاء المشكلات الخاصة ب١٠٧ قضية خارجية للأندية.
لم يتوقف دعم بن سلمان على سداد الديون الخارجية، أو تهيئة البنية التحتية وحسب، بل وصل صدى دعمه لجميع عناصر المنظومة، ليجعل من الدوري السعودي واحد من أفضل ١٠ دوريات حول العالم، فطال الدعم الأندية في الدرجات المختلفة بأكثر من ٥٠٠ مليون ريال، ورابطة الأندية ولجنة الحكام بما يقارب ال٦٠ مليون ريال.
تصديق الحلم
بدأ السعوديون يصدقون حلمهم، ويدركون بالفعل أنهم على الطريق الصحيح، ولاستكمال المسيرة تحولت التجربة المليارية إلى دعم سنوي، وتم ربطها بتطوير الألعاب المختلفة والفئات السنية، وكذلك الحضور الجماهيري في الملاعب، وكذلك الاستعانة بعناصر أجنبية مميزة يُسهم وجودها في تطوير اللاعب السعودي نفسه، حيث تم رفع عدد اللاعبين الأجانب، وهو ما ساهم في حضور أسماء لامعة إلى الدوري العربي الأقوى.
بدأت السعودية في قطف ثمار تجربتها الرائدة في المنطقة العربية، بتأهل مريح للغاية إلى مونديال قطر على رأس مجموعة تضم اليابان وأستراليا، وارتفعت القيمة السوقية لدوري المحترفين السعودي في صيف ٢٠٢١، لتصل إلى قرابة ال ٣٧٠ مليون يورو، بحسب موقع «ترانسفير ماركت» العالمي، وحقق الهلال لقب دوري أبطال آسيا الغائب عن الخزائن السعودية منذ تتويج الاتحاد عام ٢٠٠٥.
ومع انطلاق صافرة كأس العالم بمباراة قوية جمعت بين المنتخب السعودي والمنتخب الأرجنتيني الأوفر حظًا بتحقيق اللقب هذه المرة، لم يكن يؤمن أحد بتحقيق الانتصار العربي الأول على الأرجنتين في المونديال، إلا بن سلمان ورفاقه لأنه لم يدخر جهدًا في دعم بلاده لتحقيق المأمول، ولذلك لم يكن هناك أجمل من أن يسمع صافرة النهاية، حتى يسجد لله شكرًا على نجاح التجربة السعودية، لكن علينا ألا نبالغ فمازال أمامنا الكثير.